کد مطلب:168023 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

عذیب الهجانات
(العُذَیب: تصغیر العذب: وهو الماء الطیّب، وهو ماء بین القادسیة والمغیثة، بینه وبین القادسیة أربعة أمیال، وإلی المغیثة إثنان وثلاثون میلاً. وقیل هو وادٍ لبنی تمیم، وهو من منازل حاجّ الكوفة..). [1] .

یواصل الطبری روایته عن عقبة بن أبی العیزار التی حدّثنا فیها عن خطبة الامام علیه السلام بأصحابه فی ذی حُسم، وحدّثنا فیها أیضاً عن جواب زهیر بن القین (رض) عن لسان جمیع الانصار (رض)، فیقول الطبری:

(.. وأقبل الحرّ یسایره، وهو یقول له: یاحسین، إنّی أذكّرك اللّه فی نفسك! فإنّی أشهد لئن قاتلتَ لتُقتَلنَّ، ولئن قوتلتَ لتهلكنّ فیما أری!

فقال له الحسین علیه السلام:أبالموت تخوّفنی!؟ وهل یعدو بكم الخطب أن تقتلونی!؟ ماأدری ما أقول لك! ولكن أقول كما قال أخو الاوس لابن عمّه ولقیه وهو یرید نصرة رسول اللّه صلّی اللّه علیه وآله وسلّم، فقال له: أین تذهب فإنك مقتول!؟ فقال:



سأمضی ومابالموت عارٌ علی الفتی

إذا مانوی حقّاً وجاهد مُسلما



وآسی الرجال الصالحین بنفسه

وفارق مثبوراً یغشّ ویرغما [2] .




قال: فلمّا سمع ذلك منه الحرُّ تنحّی عنه وكان یسیر بأصحابه فی ناحیة، وحسین فی ناحیة أُخری، حتّی انتهوا إلی عذیب الهجانات وكان بها هجائن النعمان ترعی هنالك فإذا هم بأربعة نفرٍ قد أقبلوا من الكوفة علی رواحلهم یجنبون [3] فرساً لنافع بن هلال، یُقال له الكامل، ومعهم دلیلهم الطرمّاح بن عدی علی فرسه وهو یقول:



یا ناقتی لاتذعری من زجْری

وشمّری قبل طلوع الفجر



بخیر رُكبانٍ وخیر سفرِ

حتّی تحلّی بكریم النَّجْرِ [4] .



الماجد الحُّرِ رحیب الصدر

أتی به اللّه لخیر أمرِ



ثُمّتَ أبقاء بقاء الدّهرِ [5] .




قال: فلمّا انتهوا إلی الحسین أنشدوه هذه الابیات فقال: أما واللّه إنّی لارجو أن یكون خیراً ما أراد اللّه بنا، قُتلنا أم ظفرنا!

وأقبل إلیهم الحرُّ بن یزید فقال: إنّ هؤلاء النفر الذین من أهل الكوفة لیسوا ممّن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادّهم!

فقال له الحسین علیه السلام: لامنعنّهم ممّا أمنعُ منه نفسی! إنّما هؤلاء أنصاری وأعوانی، وقد كنت أعطیتنی ألاّ تعرض لی بشیء حتّی یأتیك كتاب من ابن زیاد!

فقال: أجل، لكن لم یأتوا معك!

قال علیه السلام: هم أصحابی، وهم بمنزلة من جاء معی، فإنْ تممّتَ علی ما كان بینی وبینك وإلاّ ناجزتُك!

فقال فكفّ عنهم الحُرّ.


[1] معجم البلدان، 4:92.

[2] في الارشاد: 225؛ هذا البيت وما بعده كما يلي:



وواسي الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبوراً وخالف مجرما



فإنْ عشتُ لم أندم، وإنْ متُّ لَمْ أُلَمْ

كفي بك ذُلاًّ أن تعيش وتُرغما.

[3] يجنبون فرساً: أي يقودونه إلي جنبهم.

[4] النجر: هو الاصل والحسب.

[5] روي العلامة المجلسي في البحار، 44: 378-379 هذه الابيات عن كتاب السيّد محمّد بن أبي طالب الموسوي هكذا:



يا ناقتي لاتذعري من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر



بخير فتيانٍ وخيرِ سَفر

آل رسول اللّه آل الفخر



السادة البيض الوجوه الزُهر

الطاعنين بالرّماح السُمرِ



الضاربين بالسيوف البُترِ

حتّي تحلّي بكريم الفخر



الماجد الجدّ رحيب الصدر

أثابه اللّه لخير أمر



عمّره اللّهُ بقاء الدهر

يا مالك النفع معاً والضُرّ



أيّد حسيناً سيّدي بالنصر



علي الطغاة من بقايا الكُفرِ

علي اللّعينين سليلي صخر



يزيد لازال حليف الخمر

و ابن زياد عهر بن العهر.